وكالة سبق24 الإخبارية

10:05
آخر تحديث 09:00
الثلاثاء
30 مايو 2023
°-18
القدس -18°
رام الله-18°
الخليل-18°
غزة-18°

تقرير رمضان في مصر.. اللمة والخير وطقوس يغلب عليها الطابع التاريخي والديني

الساعة 09:21 بتوقيت القــدس
القاهرة - فاطمة أبو نادي - سبق24

عندما غنًى الفنان الإماراتي " حسين الجسمي" رمضان في مصر حاجة ثانية"، لم يخطئ  لأن طقوس رمضان في مصر مختلفة ومميزة  بكل جوانبها، حيث يبتهج فيه الفقير والغني وحتي السياح العابرين بين طرقات مصر القديمة والحديثة يشعرون بطقوس الشهر الفضيل ويحاولون المشاركة حتي ولو لم يكونوا مسلمين تظهر بأعينهم مظاهر الفرح والابتهاج ويقومون بالتقاط الصور لتبقى في ذاكرتهم .

يتميز شهر رمضان في مصر بطقوسه الجميلة  التي تختلف عن كافة البلدان العربية، وأكثر ما يميز روحانيات الشهر الفضيل هو الاختلاف في طريقة استقباله بالأضواء والفوانيس الصغيرة والكبيرة ، كما أن استقبال الشهر الكريم يأخذ الطابع الديني والتاريخي،  كلها لمسات تجعل من شهر رمضان في مصر مميز جدا، لدرجة أنك عندما تمشي في شوارعها يأتي لمخيلتك أنك في قاعة احتفالية مليئة بالألوان المبهجة والفرح ، كذلك  الفوانيس المعلقة في البيوت والشوارع ، والأماكن الشعبية.

وأكثر ما يميز "مصر" في شهر رمضان هو أصوات القراءَ الجميلة  التي تسيطر على أجواء الانفتاح فيها   خاصة أنها بلد منفتح على العالم، وفيه مختلف الأعراق والجنسيات، فهي وجهة السياح من كل دول العالم، ومن أشهر القراءَ المعروفين والتي تصدح أصواتهم في بيوت  المصريين كافة  ويسمعونهم  بشكل يومي طيلة شهر رمضان ، ومنهم صوت الشيخ  " محمد رفعت"، والشيخ "عبد الباسط عبد الصمد" ، والشيخ "صديق المنشاوي" للحفاظ على روحانية الشهر الفضيل.

أما أشهر الأطباق الرمضانية في مصر " صحن الفول" وقت السحور  لا يكاد بيت تخلو سُفرته من صحن الفول ، اضافة لإقامة الأكشاك صغيرة ومؤقتة فقط في شهر رمضان  هناك أشهر المقولات التي تتعلق بالفول " لو خلص الفول، أنا مش مسؤول.

كذلك من أهم الأطباق في شهر رمضان المحاشي، الكُلاج ، الملوخية ، صينة البطاطس باللحمة، الملوخية،  وغيرها من المأكولات ؛ أما أهم المشروبات التي تتزين بها سُفرة رمضان في مصر مشروب "الصُوبيا" الذي يتكون من الحليب وجوز الهند والسكر، والخروب ، المشروبات الطازجة مثل عصير البرتقال،  والمانجا ، أما  أهم الحلويات رز بلبن ، القطايف ، أم علي، والكنافة؛  كل هذه الأجواء تتشارك بها العائلات المصرية والتي ترمز للوحدة وحب العائلة ، حتى أن المغتربين لن يشعروا بالفرق والوحدة بل هناك التعايش سلس وجميل بين كل المسلمين في مصر وخارجها.

اف.jpg
افطار جماعي لمواطنين مصريين

 

تفاصيل مميزة وتاريخية في شهر رمضان القاهرة

ومن الظواهر الجديدة في هذا السياق الإقبال على صلاة التهجد، التي تمتد من منتصف الليل حتى وقت السحور، كذلك يكثر الاعتكاف في المساجد الكبرى، وتصل ذروة الفعاليات الرمضانية في ليلة القدر؛ حيث يتوافد آلاف المصلين على المساجد الكبرى: كجامع «عمرو بن العاص» منذ صلاة الظهر، ويرتبط بالمظاهر السابقة رؤية الكثير من قارئي القرآن في وسائل المواصلات العامة، والتوقف عن تقديم الخمور، وغلق عدد كبير من البارات أبوابها طواعية .هذا بالإضافة إلي مشاهد لأنشطة دينية رسمية من خلال وزارة الأوقاف والأزهر وغيرهما، مثل: قوافل الدعاة، وملتقى الفكر الإسلامي، وسفر الدعاة والمقرئين إلى مختلف أنحاء العالم لإحياء ليالي رمضان؛ وهو الأمر الذي يتأثر إلى حد كبير بالأحداث العالمية الجارية.


خان الخليلي .. شارع المعز .. الحسين

إذا أردت أن تشعر بشهر رمضان وبهجته عليك زيارة هذه الزوايا الثلاثة بمحافظة القاهرة أجواء جميلة وصاخبة  يتردد اليها جميع المصريين والوافدين الأجانب والعرب ، تتميز بالإضاءة ، ومحلات بيع الفوانيس بمختلف أحجامها، اضافة   لحارة خان الخليلي  التي يتخلل زواياها محلات بيع الملابس الفلكلورية التي تلقى رواجا كبيرا من الزوار في الأيام الأخيرة من شهر رمضان؛ ناهيك عن موائد الإفطار التي تملأ الحارات الضيقة وقت الإفطار، حتى أن أي عابر سواء كان سائحًا أو غريبًا يجلس ليشارك المواطنين الأكل، في أجواء رمضانية جميلة،  وتتوافد الأسر الى "حي الحسين" طوال أيام شهر رمضان لقضاء إحدى ليالي الشهر الكريم وسط المعالم الأثرية الإسلامية القديمة والفاطمية ومنها مسجد الحسين ومنطقة خان الخليلي والجامع الأزهر وشارع المعز ومقهى الفيشاوي الشهير.

يحرص الوافدون الى شارع المعز على تناول وجبة الإفطار على المطاعم القديمة وفى نهاية يومهم يتسارعون إلى عربات الفول لتناول وجبة السحور.

وتظهر الثقافة الشعبية المصرية في الليالي الرمضانية في رحاب مسجد الحسين للاستمتاع بالأمسيات والإنشاد الديني أجمل ما يميز ليالي الشهر الكريم، ويستمر ذلك حتى الساعات الأولى من الصباح.

مسجد القائد ابراهيم في الاسكندرية.jpg
مسجد القائد ابراهيم في الاسكندرية

في حي الحسين تجد جميع أطياف الشعب المصري من مختلف طبقاته، و تمتلئ المقاهي والشوارع بالأسر المصرية والعربية والأجنبية، ليبقى بذلك هذا الحى علامة تاريخية تحمل عبق النفحات الرمضانية الساحرة على مر العصور تاريخيا الإسكندرية لا تختلف  طقوسها  وروحانيتها عن القاهرة في ممارسة البهجة ومعايشة اجواء رمضان بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة ، لكن أكثر ما يميز الإسكندرية هو إقامة الخيام الرمضانية ، اضافة لذلك  وجود "جامع القائد إبراهيم " الذي يقع في منطقة الرمل فهو مميز بتفاصيل هندسية مبتكرة  ورشيقة ، لديه مئذنة طويلة جدا وشكلها الهندسي رائع من تصميم المهندس المعماري " الإيطالي" ماريو روسي" الذي كان يقيم  في مصر ، حيث يعتبر جامع القائد ابراهيم من أكثر المساجد تنظيما وترتيبا ، بين صفوف المصليين في مدن مصر.

شارع.jpg

أحد شوراع القاهرة مزينة بمناسبة شهر رمضان

 

أصل الحكاية لمدفع رمضان في مصر
مدفع الإفطار.. "اضرب"، كلمة يعشقها وينتظرها الصائم المصري كل يوم من أيام شهر رمضان المعظّم، وبطل هذه الكلمة هو المدفع الذي ارتبط دويه وصوته  في وجدان المصريين  وقت اجتماع شمل العائلة والدفء الأسري مهما سافر أو ارتحل بعيدًا؛ ولمدفع رمضان حكايات وقصص وتاريخ كان في بعضها البطل الرئيسي، وكان بطلها الأول بحسب ما تقول الروايات التاريخية  أن هناك قصه طريفة  وراء حكاية المدفع في العصر الإخشيدي  عندما حاول الوالي "خوشقدم" أن يُجرب مدفعًا جديدًا أهداه له أحد الولاة، وتصادف أن الطلقة الأولى جاءت وقت غروب شمس أول رمضان عام 859 هـ وعقب ذلك توافد على قصر «خوشقدم» الشيوخ وأهالي القاهرة يشكرونه على إطلاق المدفع في موعد الإفطار،  فاستمر بإطلاقه بعد ذلك
أما بطل الرواية  الثانية  هو "محمد علي الكبير"  والي مصر ومؤسس حكم الأسرة العلوية في مصر من عام 1805 كان يجرب مدفعًا جديدًا من المدافع التي استوردها من ألمانيا في إطار خططه لتحديث الجيش المصري، فانطلقت أول طلقة وقت أذان المغرب في شهر رمضان، فارتبط صوته في أذهان العامة بإفطار وسحور رمضان، والذين أطلقوا على ذلك المدفع «الحاجة فاطمة»، لارتباطه بشهر رمضان، وكان مكانه في قلعة «صلاح الدين الأيوبي».