وكالة سبق24 الإخبارية

11:03
آخر تحديث 11:01
الثلاثاء
30 مايو 2023
°-18
القدس -18°
رام الله-18°
الخليل-18°
غزة-18°

بالصور الأقصى ملجأ العاشقين

الساعة 12:02 بتوقيت القــدس
كتبت حنان مطير _ سبق24

في مدينة القدس العتيقة نشأ الشاب عبد العفوّ -28عامًا- عاشقًا لأزقتها وشوارعها وأسواقها الساحرة، فتربّى في المسجد الأقصى وجُنبات المسجد الأقصى، وتربع فيه قلبه، وبات له ملجأً.

كلّما دخله ونظر إلى جُنباتِه غرق في ذكريات طفولتِه وابتسم، هنا جلس برفقة والديه، وها هو اليوم يجلس برفقة صغيره، هنا تسلّق أشجار الزيتون ودار حول أشجار السرو، تمامًا كما يفعل أولئك الأطفال، وهنا تراشق الماء من المُتوضأ مع أقرانه، كما يفعل هؤلاء الصغار أيضًا، فإذا ما نَهرهم أحد كبار السن اليوم، تدخلّ عبد العفو بلطفٍ ولينٍ داعيًا إياه للتوقف عن نهرهم " تلك المواقف على بساطتها تصنع الطفولة الجميلة، وتخلق تعلّقًا متينًا للمكان، كذلك التعلق الذي غُرِس في قلبي للأبد".

امتلك عبد العفو هواية التصوير والتوثيق، وبالطبع كان أول ما يميل لتصويره مدينته ومسجده فبات يلتقط الصور المميزة، وينشرها على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تجمع حوله عدد كبير من المتابعين العاشقين للمكان خاصة أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إليه، لتكون هديتهم المميزة.

أصيب عبد العفوّ مرارًا في المواجهات داخل المسجد الأقصى وأُبعِد عنه مرات عديدة، لأسبابٍ واهية، حاله كحال الكثيرين من أهل القدس، لكن ذلك الإبعاد لم يزِده إلا شغفًا وحبًا وتمسكًا بالمسجد "إنها سياسة غبية ونهج إسرائيلي لا يأتي إلا بنتائج عكسية، فكلما أُبعِدنا جسديًا تعلقنا روحيًا بالمكان، وعدنا أكثر شوقًا".

ويفخر كثيرًا أن أول خطوةٍ خطاها حين كان رضيعًا كانت على أرض المسجد الأقصى المبارك، وأن ابنه كان أصغر مرابط يرابط معه في المسجد في هبة البوابات الإلكترونية، فبعض التفاصيل التي قد تبدو بسيطة تُبرز كم لهذا المسجد هيبة وعظمةً لا تغادر القلوب.

ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه القدس وأهل القدس والمسجد الأقصى إلا أن اليقين لا يغيب عن قلب عبد العفو المحب لقراءة التاريخ بأن الاحتلال لابد وأن يزول " ما بني على باطل لن يدوم أبداً".


الاقصى 2.jpgss
الاقصى3.jpgss
الاقصى1.jpg

::
القدس المحتلة