لم تكن الشابّة أسيل النجّار تتوقّع يومًا أنها ستضع شهادتها الجامعية في التعليم الأساسي جنبًا ثم تذهب إلى الأرض تغرس فيها حبات البازيلاء، لتسترجع مع كل حبةٍ حكايةً جميلة من حكايات الدراسة والجامعة.
ليست أسيل وحدها التي قرّرت العمل في الأرض كنحلةٍ نشيطة، إنما القرار كان جماعيًا مع صديقتيها غدير قديح وندين أبو روك خريجتيّ العلوم المالية والمصرفية، والتجارة إنجليزي.
فقدا الأمل في إيجاد وظيفةٍ تضمن لهنّ دخلًا وهُنّ اللواتي تدرّبن وتطوّعنَ لسنواتٍ عديدة.
" كانت فكرةً وليدة يومٍ وليلة، وبالاتفاق مع صاحب أرض مساحتها 3 دونمات، أخذنا الأرض على أن نقدم له إيجارها بعد حصد المحصول، وكذلك معدات الزراعة حصلنا عليها بالدّين "عَ الدّفتر".
" استأجرنا أحدهم ليحرث الأرض، ثم مددنا أنابيب المياه وحصلنا على الكثير من المعلومات من أصحاب الأراضي المجاورة الكرماء، الذين يعشقون المساعدة، حبَونا فوق الأرض وزرعنا بذور البازيلاء، ثلاثة دونمات زرعناها في ثلاثة أيام، وحين اكتست الأرض باللون الأخضر أزهرت قلوبُنا، لقد تملّكنا الفرح والأمل".
" لاحقتنا وسائل الإعلام وانهالت علينا بالتصوير، فتوقّعنا أن تنهال بالمثل علينا المؤسسات الداعمة تُقدّر جُهدَنا وتشجعنا وتسندنا، للأسف لم يكن شيئًا من هذا".
" لو كنا نعلم أن الحال سينتهي بنا إلى زراعة الأرض لدرسنا من البداية أي علمٍ يخص الزراعة، لكننا بكل الأحوال لن نجعل اليأس يتملّكنا، فيكفيه قطاعُ غزة ما فيه من اليائسين المُحبَطين، والأرض التي فتحت لنا ذراعَها دون المؤسسات سنعطيها كل ما بوسعنا من جهدٍ وحُب".
ss
ss
