وكالة سبق24 الإخبارية

20:58
آخر تحديث 20:08
الأحد
01 أكتوبر 2023
°-18
القدس -18°
رام الله-18°
الخليل-18°
غزة-18°

بالصور الفن عالم الجمال

الساعة 09:22 بتوقيت القــدس
كتبت حنان مطير _ سبق24

سحرٌ يملأ المَرسم، إنه عالمٌ مفعمٌ بالجَمال والحياة، كبستان مليء بمختلف القطوف الفنيّة، لوحاتٌ مُعلَّقة، شخصيات ومناظر طبيعية مرسومة بالفحم والألوان، عجينة سيراميك متربعة على الحافة، خيوطٌ حريرية بألوان علم فلسطين، إبرة وصنارة، وقلبٌ لا يغادر المكان. إنه قلب هبة أبو الكاس، يذوب في الألوان، وحول الخيوط والصوف، وبين الأوراق، وفي الجبس، والحجر والأقلام، لا يترك مجالًا لأي فن إلا ويميل إليه. انتظرت ابنة الواحد والعشرين عامًا انتهاء المرحلة الثانوية على أحر من الجمر كي تتخصص الفنون في الكلية الجامعية وتعطيه كل وقتها، فقد تملّكت موهبتُها كيانَها، فكانت تصنع لزميلاتِها في تلك المرحلةِ مختلف المشغولات الفنية التي تجذب الفتيات في ذلك العمر، حتى انتقلت للمرحلة الجامعية، وباتت تغوص في كل ما يتعلق بأي فنّ يخطر على بالها أو تراه بعينها، تبحث عن أصوله وأنواعه وأسماءه وتاريخه.. إلخ. امتلكت هبة الموهبة من والدِها، لكنها طوّرتها وبذلت في ذلك جهدًا ووقتًا كبيرًا، فلم يقتصر تميزها على فن الرسم بالفحم والألوان، إنما أتقنت الأشغال اليدوية مثل تطريز السيتان والتطريز البرازيلي والتشكيل بالورق والحرق على الخشب وتنسيق الزهور والرسم على الزجاج وغيرها، ذلك كله بالبحث والاكتشاف والتجريب. لم تكن تهتم بالكثير مما تهتم به طالبات الجامعة من شراء الملابس والخرج للرحلات والتنزه أو والتسوق، بل كانت تدّخر غالبية ما تحصل عليه من مالٍ لتشتري الألوان والمواد الخام. ذلك المرسم لم يكن سوى مطبخ صغير غير مستخدم في بيت أخيها المسافر، الذي حذرها ممازحًا من أن تسكب لونًا هنا أو وهناك فتترك بقعةً ما، وكانت أدوات فنّها متراكمةً في كراتين فوق بعضها البعض، صفّتها بترتيب ونظام في فترة الحجر، لكن هذا لا يمنع أن تجدها استيقظت منتصف الليل وبدأت ترسم لوحةٍ فوق السرير أو على الأرض. تلك الشابة تمتلك طاقة إيجابية دفعتها لتقديم دورات تدريبية مجانًا للنساء المهتمات والفنانات من خلال جروب واتساب، وعبر قناتها على يوتيوب "كنت أرى نفسي في كل فتاةٍ مُشارِكة وشغوفة". وترى هبة أنه من الرائع أن يحب الشخص عملًا ما في حياتِه ويشغل وقتَه فيه، وإن كان بعيدًا عن تخصصه ومهما كان ذلك العمل بسيطًا للغاية، فأن تحب ذلك الشي يعني أن طاقتك الإيجابية ستتجدّد وروحك ستنتعش وحبك للحياة سيكبر.
1.jpgss
3.jpg


2.jpg

::
القدس المحتلة