برعت في الرسم منذ طفولتِها، فلم تترك ساعة فراغٍ إلا وتمسك فيها بالورقة والقلم، إنها هوايتها التي لا تمل منها والتي شجعها على مواصلة ممارستها معلماتُها ووالداها.
استشهِد أحدُ أقاربِها في الضفة الغربية، ثم انفجرت غزّة بالاعتداء الصهيوني عام 2008، فتفجّر معها قلمُ مريم الدّبس ابنة بيت لحم واتخذ منحىً وطنيًا فلسطينيًا إبداعيًا.
رسمت فلسطين والمدينة العتيقة والمسجد الأقصى وكل ما يتعلق بهما حتى عشقتهما كما لم تعشق مثلهما شيء أو أحد.
كبرت قليلًا وبدأت تطور من موهبتها باستخدام السيليكون والجبس ثم النقش بالحناء ، لم تكتف مريم، فصنعت فنًا بالأسلاك ثم بالحرق والحفر على الخشب، ثم صناعة الاكسسوارات والميداليات التي يغلب عليها أخشاب شجر الزيتون العريقة.
مُنعت لأربع سنوات من زيارة المسجد الأقصى فكانت كلما صنعت شيئًا يخصه تشعر بالقرب منه، وكما لو أنها تزوره وتصلي فيه وتقبل على الله أكثر.
باتت تلك المهارة مصدر دخلٍ مساعدٍ في بيتِها، وسرًا من أسرار سعادتِها وأملها بالحياة، يذهب صغيراها للنوم فتعدّ فنجان قهوتها وتبدأ بالعمل وسط أجواء هادئة تثير بداخلها الإبداع والتميز.
ss
ss