لم تسع الفرحة قلب خريجة آداب اللغة الإنجليزية ياسمين المبحوح في ذلك الصباح، فقد نمت بذور الفطر التي زرعتها برفقة والدها وخرجت بلونها الأبيض إلى النور، حينها لم تدع زاوية إلا وصورتها.
إنه النجاح الذي يُبهر صاحبَه أولاً، قبل الآخرين، فهو الأعلم بحجم المجهود المبذول كي يصبح المشروع حقيقيا وينافس مع أفضل المشاريع ثم يكون من الفائزين فيتم تمويله.
الخريجة ياسمين لم تقعد مكتوبة اليدين نادبة حظها على انعدام فرص العمل في قطاع غزة المحاصر بعد تخرجها، فشاركت في تدريب حول ريادة الأعمال، فهي تحب أن تمتلك معلومة في كل شيء ولا تقف حدود تخصصها.
ومن أصل( ٦ ) تدريبات شملت عددا كبيرا من المتدربين من قبل مؤسسة (CTC) تم اختيار( ٥ )مشاريع ليتم تمويلها بعد المشاركة في مسابقة حول أفضلها، ليكون الفوز حليف ياسمين الفواحة بالعزيمة والثقة والرغبة في النجاح والتغيير.
كان المشروع عائلياً وهو ما أضفى المتعة والسعادة على أفرادها، فياسمين تشارك في الدورة وتخطط وتكتب ووالدها يذهب للوزارات يسأل ويتنور وأختها كذلك أما الصغرى فمسؤولة عن التسويق.
شرف التجربة كان يكفي ياسمين لأن تشارك وتبذل المجهود وتراقب البذور كل ساعة، حتى وإن لم يكن قد كتب للمشروع الفوز والنجاح، وهذا ما يملأها بالطاقة الإيجابية التي انعكست عليه فتميز، خاصة وأن المشروع احتاج لظروف خاصة متعلقة بالوقت والمكان والظروف البيئية والمناخية الخاصة كدرجة الحرارة والرطوبة ناهيك عن ظروف انتشار فايروس كورونا الذي أخر وصول البذور وما إلى ذلك.
قطفت ياسمين الفطر وكأنها تقطف حبات اللؤلؤ وقطع الذهب بل هي بقيمتها المعنوية أغلى.
فما لم يشغل الشباب عقولهم ويبحثون عن نقاط خاصة تميزهم فيجربون ويغامرون فإنهم لن يفلحوا، تقول "لا تغلقوا أبواب عقولكم.. أطلقوا لها العنان كي تبحث وتخوض وتجرب حتى إن لم تفلح في البداية فالتجربة وحدها قوة وبداية للنجاح".